صراع سري غير معلن
السعودية أشبه ما تكون ببابل التي تعج طرقاتها بألف لسان ولسان . وبالفعل فإن المؤسسة مثل الشارع يموج بكل ألوان الطيف الثقافية في العالم بتنوعها الكبير ، والمتناقض ، وهذه الثقافات تنهمك في صراع سري ، وخفي غير معلن ، إذ تعمل كل ثقافة على تلوين المحيط الذي تعيش فيه بلونها ، وتحاول فرض مفرداتها القيمية بطريقة سلمية ناعمـة . وقد إنعكس هذا بشكل واضح على الفئات العمرية الأصغر في المجتمع السعودي ـ خاصةً الأطفال والشباب ـ لعدم إكتمال نموهم الفكري والنفسي والوجداني ـ لهذا فهم الأكثر تأثراً ، وقابلية على التكيف مع هذه الثقافات المتنوعـة . إن الحاجة المستمرة إلى قوى العمل الأجنبية ، تبعاً للحاجة المستمرة للتنمية أفرزت ظاهرة خطرة ، وهى الإزدواجية السكانية وإرتفاع نسبة الأجانب التى تشكل تهديداً ثقافياً على ثوابت المجتمع الثقافية والإقتصادية والسياسـية . وتزداد الخطورة حين نلحظ أن هذه التجمعات الثقافية ذات التقاليد والأعراف والعادات المختلفة بدأت تدخل مرافق ومواقع حياتية مؤثرة في الأسر ، حيث تغلغل تأثيرها فوصل إلى المطبخ ، وتربية وحضانة وتنشئة الأطفال . وقد أصبح هذا التأثير مستقراً في وجدان أطفالنا ويمكن ملاحظته في لغتهم التى إحتشدت بالمفردات المختلفة ، كما يمكن ملاحظته في ذوقهم الموسيقى ، وفى الأنماط السلوكية ، التى لايمكن الإستدلال بها على هويتهم .
لا يوجد تعليقات